هل أثار بلينكن قضية الصحراء في اتصاله ببوقادوم؟
أثار وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، جدلا واسعا، بحديثه عن إثارة موضوع الصحراء في اتصال أجراه مع وزير الخارجية الأمريكي الجديد توني بلينكن، ما استدعى خروج السفارة الأمريكية في الجزائر بتوضيح أقرب إلى التكذيب.
ونشر بوقادوم، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تغريدة تتضمن فحوى الاتصال الذي دار بينه وبين وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن، حيث أشار بوقادوم إلى جملة من المواضيع، بينها موضوع الصحراء المغربية، فما كان من توني بلينكن إلا أن نشر تغريدة على حسابه الخاص حول الاتصال نفسه، تطرق من خلالها إلى المواضيع التي تناولها فيه، لكنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى قضية الصحراء المغربية.
الخارجية الأمريكية لم تكتف بتغريدة بلينكن حول فحوى اتصاله ببوقادوم، بل نشر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية وحساب السفارة الأمريكية بالجزائر توضيحين مماثلين دون ذكر الصحراء المغربية في سياق المواضيع التي تم تناولها في الاتصال الهاتفي ذاته؛ فيما يشبه التكذيب لما نشره بوقادوم.
ويرى مراقبون بأن السلوك الأمريكي في التعاطي مع اتصال بوقادوم وبلينكن، حيث عمدت وزارة الخارجية الأمريكية الى ما يشبه تكذيب لما ورد في تغريدة الوزير الجزائري، يوضح الحذر الأمريكي إزاء موقفه من موضوع الصحراء المغربية، مخافة أن يتم تفسير تناوله على أنه مراجعة للقرارات التي سبق أن أقرتها الإدارة الأمريكية السابقة، وفي مقدمتها قرار الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وكانت الدبلوماسية الجزائرية قد بدأت، رسميا، في محاولات استمالة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، من أجل التراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، في محاولة للخروج من العزلة، التي بات يواجهها الحلفاء الموالون للطرح الانفصالي.
وفي خطوة غير مسبوقة، وجهت المجموعات البرلمانية في غرفتي البرلمان الجزائري، قبل مدة قصيرة، رسالة إلى الرئيس الأمريكي، جون بايدن، من أجل “مراجعة المرسوم الموقع من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب” حول الصحراء المغربية.
وقال المجلس الشعبي الوطني الجزائري، إن النواب عبروا لبايدن عن أملهم في أن تكون ولايته “خادمة للإنسانية، ومساهمة في تحقيق السلم، والأمن الدوليين، وفي ترقية مبادئ العدل، والحق في ظل الشرعية الدولية”.
وأضاف البرلمانيون أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء “خرق للمواقف الأمريكية حول هذه القضية”، مطالبين بتفعيل “تقرير المصير”.
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، كان قد أعلن أن الولايات المتحدة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، وعزم بلاده فتح قنصلية في الأقاليم الجنوبية في مدينة الداخلة.
وقاد مستشار الرئيس الأمريكي السابق، جاريد كوشنير، وفدا أمريكيا إسرائيليا من تل أبيب إلى الرباط، حظي باستقبال ملكي، ووقع على اتفاقيات في عدد من القطاعات مع المسؤولين المغاربة، كما زار وفد دبلوماسي أمريكي رفيع، لأول مرة، الأقاليم الجنوبية، استعدادا لتنزيل المرسوم الرئاسي بافتتاح القنصلية الجديدة.
https://ift.tt/eA8V8J
أضف تعليق